توفي الممثل المسرحي عبد النبي المصواب يوم السبت 24 يونيو 2017 بفاس وووري جثمانه الثرى بمقبرة طريق عين الشقف بعد صلاة ظهر يوم الأحد 25 يونيو . وقد حضر لتشييع جنازته وتوديعه الوداع الأخير ثلة من أصدقائه ومحبيه وأفراد عائلته من فاس ومدن مغربية أخرى ، وجلهم من رجالات المسرح المغربي (ممثلين ومخرجين وكتاب وباحثين وصحافيين وغيرهم) وعلى رأسهم أعضاء فرع فاس للنقابة المغربية لمحترفي المسرح .
والمرحوم من مواليد سنة 1963 ، عشق المسرح وخشباته منذ كان تلميذا بثانوية إبن حزم بفاس سنة 1978 وظل يمارس التشخيص المسرحي والتلفزيوني والسينمائي ، إلى جانب تنشيطه لحفلات ومهرجانات فنية وعمله النضالي في صفوف فرع فاس لنقابة المسرحيين المغاربة ، عضوا وفاعلا في مكتبها المسير لعدة سنوات ، إلى آخر يوم في حياته .
لقد نجح المصواب ، وهو إسم على مسمى ، في التوفيق بين عمله الأصلي كمندوب صيدلاني وبين عشقه لفنون الفرجة وعلى رأسها أب الفنون . كما عرف بدماثة خلقه وهوسه بالعمل الإجتماعي ووقوفه إلى جانب أصدقائه الفنانين في محنهم الصحية بخبرته في الأدوية وخدماته المتنوعة طبيا وإنسانيا .
تعرفت عليه عن قرب عندما اشتغلنا معا في الفيلم التلفزيوني " الكنز " ، الذي أخرجه لفائدة القناة الأولى الصديق المخرج ومدير التصوير محمد القرطبي ولعب دور البطولة فيه الممثل القدير حميد الزوغي ، حيث شارك فيه كممثل إلى جانب ثلة من ممثلي وممثلات فاس وكمساعد لمحافظه العام المرحوم محمد المريني . وبحكم احتكاكي بطاقمي الفيلم التقني والفني ، من خلال مهمتي كملحق صحافي ، لاحظت عن قرب الخدمات الكثيرة التي أسداها لجل العاملين في الفيلم من بداية التصوير إلى نهايته .
لم يكن هاجسه ماديا أبدا ، وإنما كان يجد ذاته وراحته في ممارسته لعشقه المسرحي وفي مخالطته ومعاشرته للفنانين المحليين والقادمين من مختلف المدن المغربية . اشتغل مع جل المخرجين المسرحيين الفاسيين كمحمد الداودي (الدار رقم 5 – المجدوب) والحاج محمد خشلة (مولاي إدريس – الرشوة نشوة) وحسن العلوي لمراني (صحبة الأشياء – الأرض الطيبة) ومحمد السقاط (إقرؤوا) وعبد الحق برني (الكية) والراحل محمد أصميد (الأشباح يتمردون) والراحل حميد عمور (دار بوعلي) والراحل محمد المريني (باب المدينة) ومحمد فراح العوان (لالا منانة – الساعات – جوج كباش ونعجة – العمى بعينه – حراز رابحة) وعبد الرحمان الإدريسي ملايخافي (التبعبعة) وحميد الرضواني (مجالس الأشياخ – الشايب والشابة – الملحون ذاكرة شعب - الرواسي) ...
كما انفتح على بعض الأعمال التلفزيونية الأخرى من قبيل مسلسلات المخرج السوري حاتم علي ، التي صورت جزئيا بفاس ومدن مغربية أخرى ، ك " سقوط غرناطة " و " ربيع قرطبة " و " ملوك الطوائف " .. وغيرها ك " الحسن والحسين " .. ومسلسلات شفيق السحيمي " وجع التراب " و " شوك السدرة " .. ومسلسل فريدة بورقية " بنات رحمة " .. وسلسلة محمد عبد الرحمان التازي " الحسين والصافية " ...
وفي السينما كانت للمرحوم مشاركات في بعض الأفلام المغربية والأجنبية نذكر منها بالخصوص : الفيلمين الطويلين " البحث عن السلطة المفقودة " و " موسم المشاوشة " لمحمد عهد بنسودة وبعض الأفلام القصيرة وغيرها ...